-1 من الأمور التي أنتبه إليها بعد الإطلاع على محتوى كل وثيقة من أصل أكثر من 200 وثيقة تاريخية لعقود عائلة ايت شعيب وعقود عائلة ايت حدّو وايت ألحيان.. إضافة إلى بعض العقود لعائلات أخرى.. هو أسماء الشخصيات والعائلات التي تذكر في تلك العقود .. ولم أجد ذكرا لإسم الحيان في كل الوثائق التي يعود تاريخ تحريرها للقرن 18 .. وأول ذكر صادفته لإسم الحيان في هذه الوثائق.. كان في وثيقة مؤرخة في 1846..
-2 وهو جانب قد نصنفه على أنه جانب شفهي.. يحمل جانب ملاحظة أن تغرمت نيت الحيان تم تشييدها خارج أسوار القبيلة .. مما يدل على أنها كانت عائلة ثرية وقوية لم يكن لديها هاجس الإحتماء بالجماعة داخل الأسوار.. كما يعطي ذلك فكرة على أن العائلة كانت تستطيع الإعتماد على نفسها للدفاع عن مواردها..
ملاحظة في شجرة العائلة التي احتوت على عدة أفراد بينهم من كانوا يكنون ب “أسوس” مما يدل على ان لهم أصول سوسية.. وبما أنهم كانوا لايزالون يحتفضون بذلك اللقب فغالب الظن أن وفودهم لم يكن بالعريق في ذلك الوقت كون بعضهم مازال يحتفظ بكنية أسوس وغالبا كانوا لايزالون يحتفظون بعلاقتهم بمنطقة سوس..
بالإضافة إلى ملاحظة أخيرة أنه يروى أن ايت الحيان كانوا أحيانا يلعبون دور قرصان يسطو على بعض القوافل المارة في المنطقة.. ويبقى هذا داخلا في إطار الرواية الشفهية التي قد تصح وقد تخطئ أو ربما قد تجانب الصواب..
-3 الجزء التاريخي المدون .. والذي يستدعي كما العادة بعض الجهد في النبش والبحث.. فأثناء دخولي في حوار تاريخي في إحدى المناسبات أنا والسيد أسامة الصنهاجي حول الموضوع.. أثارتني إشارته لإسم قبيلة استوطنت نواحي طاطا اسمها قبيلة دوبلال ومن بين الفرق التي كانت تتكون منها هذه القبيلة.. هناك فرقة تسمى الحيّان.. ومن هذه الإشارة إستأنفت البحث عن معلومات تاريخية عن هذه القبيلة.. وأعتقد أنني سرعان ما وجدت ضالتي في كتاب “خلال جزولة” للمأرخ والأديب محمد المختار السوسي.. حيث تحدث عن قبيلة دوبلال
ومن خلال الإطلاع والمقارنة والتحليل بين الأسس الثلاثة التي اعتمدتها .. أستنتج أن عائلة ايت ألحيان وفدت إلى زاوية سيدي عثمان قادمة من نواحي طاطا.. أوائل القرن 19.. وهذا يعني أن لا وجود لعائلة الحيان وقت وفود الصالح سيدي عثمان إلى “تيغار” أو “تيغيرت”..
إشارة مهمة كذلك هو أنني افترضت تواجد علاقة بين التاريخ التقريبي لوفود عائلة ايت ألحيان.. والتاريخ التقريبي لوفود عائلة الجكاني وهي أيضا من العائلات التي كانت تقطن زاوية سيدي عثمان وكانت معروفة بعدة أفراد من العائلة من المثقفين العالمين كاتبي الحروف الذين ذكر إسمهم في العديد والعديد من العقود كمحررين لها.. وقد ذهب توجهي إلى هذا الإفتراض بعد قراءتي في هذا الكتاب عن علاقة بين آل حيان والجكانيين .. (إسم الجكاني نسبة إلى قبيلة تجكانت)..
