دخيسة – ورزازات
(الحلقة الأولى)
بقلم أسامة بن الحاج موحى بن سي الحاج موماد بن موحى أدخيس بن ابراهيم بن المامون الدخيسي.
كما وعدت و بعد سنوات من البحث سواء في المراجع التاريخية أو الروايات الشفوية، أكون قد أشرفت على نهاية ترتيب ما جمعته الى حدود يومنا هذا عن تاريخ الدخيسة، بصفة عامة، كقبيلة/فرقة استوطنت بورزازات منذ قرون وينتمي مجال استقرارها بالضفتين للوادي؛ بدأً بدخيسة فضراكوم، دخيسة إنزبياطن ثم دخيسة تلات وحبيب دون نسيان المرحلة التي كانت برباط سيدي عبد الرحمان (وادي الرباط بمدخل ورزازات).
وبحكم انتمائي بالمنطق الذكوري لهذه الفرقة فقد كان ذلك حافزا آخر للغوص في تاريخهم بعد أن رَكَّزْتُ في بحوثي السابقة عن الضفة اليمنى لوادي ورزازات و خاصة منارة العلم و الأمان قرية أجدادي أيضا زاوية سيدي عثمان نفعنا الله ببركته.
هذا البحث المتواضع قسمته إلى ثلاثة أقسام و سيكون كل قسم موضوع حلقة خاصة.
أولا بعد التقديم الذي نحن بصدده سوف أتطرق تباعا للآتي:
١- دخيسة القبيلة أو المجال من خلال المراجع التاريخية.
٢- الدور السياسي لدخيسة في تاريخ المغرب من خلال المراجع التاريخية.
في هذين القسمين سأحاول أن اتجرد من أي استنتاجات و سأقتصر فقط بذكر الواقعة، الزمكان و المرجع مع الصفحة ( أطلب الله أن تكون تلكم المعلومات لبنة من لبنات علم يُنتفع به و لكم و لنا الثواب إن شاء الله).
٣- الفصل الأخير هو الإسقاط على ورزازات و دخيسة ورزازات باستنتاجات الكاتب و تحليل الكاتب حسب منطقه و اترك المجال للباحثين للغوص و التنقيح من بعد.
على بركة الله،
كتقديم، توجد بورزازات فرقة عرقية تنتسب لكونها من دخيسة استوطنت بفضراكوم، انزبياطن، تلات و حبيب و كانت تربطها ببعض نعرة الانتماء المشترك.
كانت لهم تقاليد تختلف شيئا ما عن باقي قرى الوادي حيث مثلا كانوا يُحَرِّمون على اليهود الدخول إلى قراهم إلى غاية منتصف القرن الماضي.
تربطهم بباقي القرى علاقات مصاهرة و صداقات عادية.
عُرف عنهم أنهم يربون الماشية بل وكانوا يمتلكون جمالا الى أجل قريب.
لذلك تجدهم يستوطنون قرب عيون المياه و في بعض الأحيان بعيدا عن الوادي نسبيا.
كانوا كذلك في حِقبٍ من الزمان مع سلطةٍ قائمة أو ضدها و لهم كباقي قرى الوادي نكبات مع السلطة و تحالفات ينسجونها.
لبعض عائلاتهم خاصة بفضراكوم علاقات وطيدة ببعض أيت توخسين بأعالي جبال دادس في نطاق أيت سدرات.
القاسم المشترك الذي يجمعهم كلهم هو “أدخيس نيدخيسن”.
لسانهم بورزازات هو الأمازيغية مع اختلاف بسيط في بعض المفردات فيقولون “بَّا” للأب عِوض “بَابَا” الجاري بها العمل في الوادي على سبيل المثال لا الحصر.
فهل اللقب دخيسي تعني انتماء لفرقة أو لمكان؟ ذلك ما سنفصل فيه في القسم الأول إن شاء الله.