بقلم محمد أسامة صنهاجي بن الحاج موحى بن سي الحاج موماد بن موحى أدخيس بن إبراهيم بن المامون الدخيسي من بني يحيى.
- توطئة
- ذكر ورزازات في كتب التاريخ (أهم الأمثلة)
- تسمية ورزازات
- زاوية سيدي عثمان
- إغرمان زاوية سيدي عثمان
- سوق خميس زاوية سيدي عثمان
- أقدم العائلات التي لازالت بالزاوية العثمانية
- سور زاوية سيدي عثمان و أحياؤها
- إغرم الزاوية الناصرية بتابونت – “المخزن الجماعي ذو الحٌرْمة”
- كلمة كاتب المقال ومنجزه
توطئة :
ترددت كثيرا قبل أن أتخذ قرار نفض الغبار عن تاريخ الضفة اليمنى لوادي ورزازات، حقيقة بالنسبة لي، ما عجل بضرورة تجميع كل ما يمكن من تاريخ هذه الضفة هما سببان رئيسيان:
1- وفاة عمتي الحاجة إيجة بنت سي الحاج موماد في بداية 2020 والتي كانت بمثابة الذاكرة الحية لهذه المنطقة بالنسبة لعائلتي إلى أن توفاها البارئ تعالى وشعرت أنه وجب استجماع ما يمكن قبل أن يندثر الموروث والروايات الشفوية.
2- عند زيارتي الأخيرة للمنطقة بمناسبة عيد الأضحى تأثرت كثيرا عندما وجدت جرافات العمران وقد جرفت آخر ماتبقى من بقايا إغرم نومزوار ولم تحرك هذه الحادثة ولاشيء يذكر من لدن الوصي عن الثقافة في البلاد!!!
3- وأخيرا ولعله السبب الأهم هو {التهافت} الذي أصبحنا نراه في منصات التواصل الإجتماعي بين أبناء الدواوير من أجل {إثبات} أحقية قبيلة بملكية مسارح أراضي على حساب قبيلة أخرى ولو تطلب ذلك تغيير حقائق تاريخية وجغرافية محضة لا لشيء إلا من أجل الحيازة ويتناسى هؤلاء أن التاريخ يبقى سردا موضوعيا لما حدث وعند وجود المآثر والجدران الشاهدة ينتفي التعليل كيفما كان ويبقى لكل مجتهد نصيب و الخطأ بعد الإجتهاد يُصَحح ولا ضير.
يقول الله تعالى في سورة الأعراف “إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” آية 128..
آه لوتعلم ياعزيزي القارئ أن بالموضع والمكان الذي سنتعمق في خباياه كان ياماكان كبير قوم يسكن هناك في “جُدُرِه ” المحصنة و كان بمثابة كبير قومه وكانوا ينادونه “أمزوار” أي الكبير الذي يُقَدَّم لأمور قبيلته و كان حتما يعمل بجد وكد من أجل أن يورث بنيه وذريته ما أنعم الله عليه لكن شاءت الأقدار أن دارت الأيام و هاجر من هاجر و هُجِّر من هُجِّر وقُتل من قٌتل و أستوطن من أستوطن والأنكى من كل هذا أن جاءت جرافة وأتت على مابقي من جدره في سنة 2020.. ولاتستغرب أعزكم الله وشرف قدركم إن بُنِيت في مكان حكمه ومكان إستقباله لرعيته مرحاض للفندق أو المأوى السياحي الذي سيبنى فوق المكان…. وتلك سنة الله في أرضه!!!
ومنه وحتى لا يكون لبس في النية والموضوع كل مايهم هنا هو فقط سرد التاريخ كما هو ولا رغبة لي في تعليل أحقية قبيلة على أخرى في إمتلاك مسارح فمسارحي عبق التاريخ و أرضي ما أشتريت بعرق جبيني وأنا أعلم أن بعد الممات الله المستعان والصدقة الجارية في علم ينتفع به خير من أي شيء آخر.
أحسن تعريف للتاريخ نجده عند إبن خلدون “التاريخ له وجهان ظاهر وباطن، وظاهر التاريخ يخبر عن الأيّام والدول والسوابق من القرون الأولى، وتنمو فيها الأقوال والأمثال المضروبة، أمّا باطنه فالنظر، والتدقيق، وتعليل الكائنات، والعلم بكيفيّة الوقائع، وأسباب حدوثها، وبذلك يكون التاريخ عريقاً، وعميقاً، وجديراً بأن يكون علماً يوقفنا على أخبار الأمم الماضية وأخلاقها، وسير الأنبياء، والملوك في سياساتهم ودولهم، وذكر أخبار تعود لعصر وزمن معيّنين، كما يخبر التاريخ عن الاجتماع الإنساني، فموضوع التاريخ في نظر ابن خلدون يدور حول الإنسان وأعماله، وما تحمله من أسباب ومبرّرات ونتائج.”
سأحاول سرد ما استجمعته فيما يخص هذه الضفة اليمنى لوادي ورزازات و أرجو أن يكون هذا إسهاما في توثيق التاريخ المنسي و أرجو كذلك ممن عنده معلومات أو إفادات أو تصحيح أن لا يبخل علينا والله المستعان ولا غالب إلا الله.
ذكر ورزازات في كتب التاريخ (أهم الأمثلة)
ورد ذكر ورزازات عند البكري في كتابه (المسالك والممالك) حين وصف الطريق من سجلماسة الى أغمات وتحديدا يقول (…وعلى وادي درعة سوق في كل يوم من أيام الجمعة في مواضع مختلفة منه معلومة وربما كان عليه في اليوم الواحد سوقان وذلك لبعد مسافته و كثرة الناس عليه و طول عمارته المتصلة سبعة أيام. ومن وادي درعة إلى موضع يقال له أدامست ومنه الى ورزازات يومان وهو بلد هسكورة…), والجدير بالذكر أن الكاتب “أبو عبيد الله البكري” هو جغرافي و موسوعي وأديب و نباتي أندلسي ولد بولبة قرب اشبيلية عام 1030م وتوفي في قرطبة عام 1094م, أي أنه عاصر بنو عباد قبيل عبور المرابطين للأندلس.
ومنه يتضح أن ورزازات تتموقع حسب البكري في نطاق “هسكورة ” التاريخية ( والمراد بهسكورة في كتب التاريخ هي في الغالب الجبل أو الجبال المتواجدة شمال ورزازات، انطلاقا من دمنات شمالا وهي الحاضرة التاريخية ونزولا بمنطقة مغران و أونيلا جلاوة فورزازات الحالية, وربما يكون التجسيد لجبل هسكورة “في اعتقادي الجبل الواضح أنوغمر” وسيرد ذكر هذا الجبل لاحقا عند الحسن الوزان.
اندثرت تسمية هسكورة للمنطقة جمعاء و أنحصرت التسمية في نطاق سكورة الحالية التي أخذت اسمها من اقطاع سلطان من سلاطين المغرب أراَض بهسكورة لبعض قبائل بني معقل فأٌحتفظ بالأسم واندثرت التسمية العامة للمنطقة على حساب الاقطاع السلطاني، وباعتقادي التسمية الصحيحة للإقليم الحالي لورزازات تكون هي إقليم هسكورة والله أعلم.
إذا كانت هسكورة تسمية لمكان محدد فإن المنطقة تقرن كذلك بنفود أهل زجيت وبالأمازيغية يتسمى هؤلاء ب”واو زجيت”؛ يقول الأستاذ محمد عبد الله بولهريس في كتابه “تازناخت الكبرى” حين يعرف واوزكيت بالقبائل المستقرة حول سيروا وكذلك ذهب البيدق في وصف غزوة عبد المومن ل”سيروان” وبعدها تأديب أيت واوزجيت مما يؤكد ما سلف ويضيف بولهريس الرواية التي تنسب الامتداد إلى القبائل التي نسجت الخيط “أزكيت” فنقول أهل الخيط ولا يستبعد هذا الطرح كذلك إد نجد نسيج الزرابي متوارث بالمنطقة المذكورة منذ قرون؛ وفي الأخير يمكن لزجيت أو زكيد أن تعني مكانا فيكون “فمزكيد” مدخل لهذه المنطقة و “مزكيطة” المدخل من الجهة الأخرى وفيما يخص ورزازات فلم أجد أي رابط بواوزكيت ما عدا وصف أحمد بن محمد المقري وهو الذي عاصر أحمد المنصور الذهبي حين قال عن لالا مسعودة أم السلطان أنها”… بنت عين أعيان قبائل وزكيتة، الذين لهم في المغرب الذكر المشهور والصيت المذكور، الشيخ أحمد بن عبد الله بن الحسن الوزكيتي الأغربي الوززتي…انتهى”
ويأتي ذكر ورزازات مرة أخرى في كتاب “مغامرات توماس بيلو” وكان الأعلج “بيلو” أحد الضباط الذين شاركوا في الحملة التي أرسلها المولى إسماعيل لردع ثورة “الغزلان” حيث يقول أنه بعد مرحلة “تِين أكلوو” (حاليا تلوات) حيث أستقبل المحلة القائد عبد الصادق الكلاوي وبجَّله الكاتب وقال أن له حُضوة خاصة عند السلطان بل وكان عاملا على الأيالة، توجهت المحلة إلى ورزازات عند القائد المخزني “بوحاسي” الذي ذكر أنه أكرم وفادتهم وكان نبيلا. من خلال هذا السرد يتضح أن ورزازات كانت تحظى بتواجد قائد مخزني ما يعني أن للمنطقة أهمية بالنسبة للسلطة المركزية.
تسمية ورزازات
كما سبق الذكر، فقد وردت تسمية “ورزازات” في مواضع كثيرة وخلال عصور متفاوتة.. لكن الجدير بالذكر أن التسمية ترد هنا لتسمية مكان وتضاريس وبالتدقيق هنا نتكلم عن تسمية وادي وليس نسبة وادي إلى منطقة أو قبيلة أو قبائل، فالوادي هو من يُسمى “ورزازات” أو “ورززت” وليس الوادي من يُنسَبُ الى المنطقة. فمثلا للتبسيط، نسمي الوادي الذي يمر بمنطقة أهل أونيلة “إونيلن” بأسيف إيونيلن” نسبة إلى القبائل، وعلى العكس لا نجد منطقة تسمى بأبي رقراق أو سبو في حين نجد وديان بإسم أبو رقراق أو سبو.
هذا التعريف الدقيق للوادي وجدته في عدة رسوم ملكية بزاوية سيدي عثمان و أقدمها يعود لعائلة أيت شعيب في عهد المولى إسماعيل سنة 1721 ميلادية وغالبا ما يشار إلى زاوية سيدي عثمان بالتعريف الآتي ” …بزاوية سيدي عثمان بأعلى وادي ورزازات …”، وهنا يتضح أن الوادي بتسميته ورزازات يبتدأ من حدود زاوية سيدي عثمان، بل نجد أن السكان يميزون جيدا بين ورزازات وتاماست، ويفرقون بين انتماء تاغرامت وفضراكوم مثلا لتمّاست في حين زاوية سيدي عثمان واينزبياطن ووو.. تنتمي لورزازات.
حسنا، جلنا سمعنا روايات متعددة عن سبب التسمية فمنها من يُفيد أن أصل التسمية “وار تازات” –> “الذي بدون ضجيج” ومنها ما يقول “أورز نزات” . ونسمع كذلك ولي صالح بتسمية ” سيدي إوريزن” وجل هذه التسميات بها حروف متشابهة ، الواو، الزاي و الراء.
باجتهاد شخصي ولو قمنا بقياس عرض الوادي من تفلتوت إلى غليل و لو أخدنا بعين الاعتبار المجال الفلاحي لتمغزازت ( الذي يشكل نواة ورزازات المدينة وتحول إلى عمران في القرن الماضي) سنجد أن الوادي يتسع انطلاقا من زاوية سيدي عثمان و من الجهة الأخرى جهة تامتكالت ونحن نعلم أنه كلما اتسع سرير الوادي كلما كان جريان الماء بلا ضجيج ومن هنا أميل إلى أن السلف سموا الوادي ب”وار تازات” فتصير التسمية ” الوادي الذي لا يُصدِر ضجيج” ويمكن القول كذلك أن خاصية إتساع الوادي تستمر إلى غاية غليل عند ملتقى وادي فينت و وادي ورزازات في الجبل الذي يُسميه أهل غليل ب”السفيسة” وبالتالي الوادي من زاوية سيدي عثمان إلى غليل لا يصدر ماؤه هديرا ولا ضجيج.
وبالرجوع إلى مجرى الوادي وروافده من الجبال يكاد يكون الاتساع فقط بمنطقة ورزازات وبالتالي يتميز الوادي في هذه المنطقة بالذات بهذه التسمية الفريدة في هذا المكان فقط. والله أعلم.
- البكري، ربما لم تطأ قدماه المنطقة أكيد، و أورد ذكر ورزازات في سياق وادي درعة فيقول “… من وادي درعة إلى موضع يقال له آدامست ومنه إلى ورزازات..” فغالبا بقي السياق سياق وديان.
- أما صاحب المنهاج الواضح فذكر في كتابه ” ..بموضع تماسينت من وادي ورزازات…”
زاوية سيدي عثمان
في اللسان الأمازيغي نقول “..أَسْكَّاسَادْ تْلاَّ تِيغَارْ..” بمعنى “هناك جفاف هذه السنة” و بالتالي “تيغار” و “تيغارت” تكونان “الجفاف” و “الجافة”. ونقول كذلك “تِيغَيرْتْ” أي بمعنى “الربوة”.
زاوية سيدي عثمان هي قرية من قرى وادي ورزازات محصنة بسور قديم وبنيت فوق “ربوة” “جافة” من الصخر.
تقول الرواية الشفوية المتداولة أن زاوية سيدي عثمان كانت تسمى “تيغارت” أو “تيغيرت” و كما سبق التعريف فكِلا المعنيين يستقيمان.
وتقول الرواية أن الولي الصالح “سيدي عثمان” جاء إلى المنطقة ووجد القبائل/العائلات المتاخمة ل”تيغيرت” في فُرقةٍ وتناحر فوحد بينهم وجمع بين أربعة قصور/إغرمان فبنى زاويته واشتغل أهل الزاوية فيما بعد بتدريس أصول الدين وتحفيظ القرآن.
يروي الحاج الحسن أيت الطالب (خال والدتي أطال الله في عمرهما) عن أبيه الحاج موحى نايت طالب عن أجداده “أيت حدو” أن الولي سيدي عثمان قدِم من “تمنارت” و هو “سيدي عثمان أومحمد” من ذرية دفين تمنارت العالم القطب “سيدي محمد أوبراهيم” الذي عاصر محمد الشيخ السعدي موطد الدولة الزيدانية(السعديين).
يُعطي صاحب المعسول المرحوم المختار السوسي ترجمة مستفيضة لسيدي محمد بن أبراهيم و حفدته، فالأكيد أن لشيخنا هذا ثلاثة أولاد غير أنه لا نجد أيا منهم بإسم “محمد”.
لحسن حظنا، فقد أمدني السيد عبد اللطيف ناصر بوثيقة رسم تمليك و إشهاد لعائلة السيد “حمُّ ناصر” يعود لشهر صفر من سنة 1100 هجرية الموافق ل 1689 ميلادية و يقول الكاتب من أيت لحسن ومعه الشهود السيد علي مقدم الزاوية آنداك والسيد مَحمد بن محمد و السيد ابراهيم من أيت المسعود كلهم بالزاوية العثمانية “..سمعوا من أجدادهم وسمع أجدادهم من أجداد أجدادهم إن الصالح سيدي عثمان بن مَحمد تصدق على حم ناصر البحيرة….” وإذا أخدنا بعين الاعتبار لفظ “أجداد أجدادهم ” فإننا نستطيع أن نؤرخ لتاريخ تواجد سيدي عثمان لمائة سنة قبل سنة تقييد تلك الوثيقة وبالتالي قدوم سيدي عثمان قد يكون بين 1603 ميلادية بعد وفاة المنصور و1640 ميلادية (بعيد 1012 هجرية) خاصة إذا علمنا ما وقع من هرج وتفرقة في المغرب بعد وفاة الذهبي وهذا ما يتطابق مع حال التفرقة بين القبائل كما تصف الرواية الوضع قبل قدوم الولي الصالح .
وبالرجوع إلى شجرة عائلة سيدي محمد بن ابراهيم دفين تمنارت فإننا نعتقد أن يكون مَحمد بن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم هو والد سيدي عثمان (ذكر صاحب المعسول في الجزء السابع أنه توفي في سنة 1004 هجرية الموافق ل 1597 ميلادية و ذكره بالعالم الجليل كذلك على منوال جده وقد أجازه الدرعي و هذا طبعا ما يفسر تقدير الولي الصالح سيدي عثمان الإبن ربما لآل بناصر ومنهم حمُّ ناصر المذكور سلفا. للوالد المفترض هيبة وتقدير من المخزن فقد وقف صاحب المعسول، أنظر صفحة 53 من الجزء السابع من المعسول، على رسالة تعزية من المنصور الذهبي في وفاة العالم الأجل “فقيه جزولة” محمد بن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم التمنارتي مؤرخة بصدر صفر عام 1005 هجرية الموافق ل 1598 ميلادية).
و ما يجعلني أرجح أن يكون سيدي مَحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم هو والد الولي الصالح سيدي عثمان هو:
أولا التقارب في التواريخ المذكورة.
ثانيا هو تكليف الشيخ الوالد لابنه إبراهيم ببناء القناطر و ترميم الزوايا فيكون الحفيد سيدي عثمان أومحمد قد ورث تلك المَلَكة عن والده وجده، وبالتالي قدرته على بناء و هيكلة زاوية جديدة بمرافقها.
ثالثا عند سؤالي لجدتي الحاجة رحمة بنطالب رحمها الله في فبراير 2021 قيد حياتها عن أسماء أبناء سيدي عثمان أجابتني رحمها الله “سيدي براهيم، سيدي محمد و سيدي ياسين” و بالتالي فلقد جرت العادة أن يتبرك الآباء بتسمية ذرياتهم بمسميات أجدادهم فيكون التبرك من جهة إبراهيم الجد و محمد الوالد. والله أعلم.. وربما يكون الولي سيدي عثمان أومحمد فقط من تامانارت بدون قرابة للشيخ دفين تامانارت والله أعلم كذلك.
رابعا و أخيرا هو تقدير آل بناصر بالزاوية خاصة إذا عرفنا أن والد سيدي عثمان أجازه الدرعي و يحتمل أن يكون سيدي عثمان تلقى جزءا من تعليمه بالزاوية الناصرية وبالتالي يثمن بركاتهم باعتقاد ذلك الزمان.
قرابة أيت حدُّو من الشيخ ليست بالضرورة عائلية لكنهم يقتسمون الأصل بتمانارت، يقول الحاج الحسن عن والده أنه في زمن من الأزمان فر أربعة شبان من تامانارت لاضطهاد أو لقتل روح أو ما شابه ذلك وقصدوا إبن قريتهم سيدي عثمان أومحمد وفي طريقهم بقي واحد منهم ب”القبلة” ألوكوم ووصل أثنين وهما أصل أيت حدو بالزاوية العثمانية والرابع أستقر بأونيلة.
وبالرجوع إلى المعسول في الجزء العشرين فهو يروي حكاية نكبة آل تمنارت في عهد مولاي إسماعيل وابنه الخليفة على سوس محمد العالم و آخر فصولها حصار تامانارت وقتل القايد براهيم في ذلك الوقت لجل حفدة الشيخ وبالتالي قد يكون تأريخ الفرار لأيت حدو هو تلك الفترة والله أعلم.
من أيت حدو فروع كثيرة فمنهم أيت الطالب و منهم لالة زهرة أحمد زوجة موحى أدخيس جد والدي و تكون هي جدة معظم ساكنة إينزبياطن حاليا و منهم والدة السي لحساين أيت شعيب والد الحاج عبد الله أيت شعيب وأم ماما نايت الحاج المختار (نجمي) و منهم أيضا أم باموسى بتاغرامت وفي الحقيقة تكاد تكون القرابة بين أهل الزاوية متشابكة لدرجة لا تتصور.
زواج الولي الصالح و أسماء ذريته بالزاوية العثمانية:
تقول جدتي كذلك عند سؤالي لها من أي عائلة تزوج الولي سيدي عثمان عند قدومه فكان الجواب بدون تردد “من أيت لحسن”. وأيت لحسن هؤلاء، على حسب رواية صوتية مسجلة لازالت موجودة لعم والدتي موحى بن علي العمراني الذي هو والد العمراني علي، هم عائلة والدته فضيلة وتكون هي وأم باباجيم هن آخر من بقي من ذلك العظم والله أعلم.. بالأمازيغية نقول “أْكُّوسانت أيدا نايت لحسن..”.
ويقول المرحوم كذلك أن أسماء أبناء الولي الصالح هم سيدي ياسين، سيدي أبراهيم ولالا آشة (أي عائشة) و “بو تخورست نورغ” (غالب الظن هو محمد الذي ذكرته جدتي رحمها الله) ومقابرهم لازالت موجودة على حسب التسجيل الصوتي..
إغرمان زاوية سيدي عثمان
توجد أطلال المسجد القديم بمقربة من الضريح الحالي في سفح الربوة و خارج نطاق السور. (أنظر صورة أطلال المسجد القديم). أقرب القصور إلى زاوية سيدي عثمان هما قصر/إغرم نايت الحيان وقصر أيت علي. والقصر المسمى ” إغرم نيسلان” هو كذلك من قصور أيت الحيان وقد تم بناؤه في عهد قريب قبيل نكبة آل ورزازات بعد فشل حصارهم للقايد حمادي الكلاوي بتاوريرت وخاصة أيت ألحيان الذين كانوا مع تمغزازت وغليل وتازناخت من متزعمي الحصار الذي أستمر سبعة عشر شهرا.
يقول المرحوم علي بن موحى العمراني أن “الفقيه” القايد المدني الكلاوي فك حصار تاوريرت بالاستعانة بخدمات القايد العربي بن عثمان قائد بني يحيى والروحا بدرعة، وهذا الأخير هو من حاصر زاوية سيدي عثمان لمدة شهر (رواية عن والدته ماما فضيلة رحمها الله التي عاصرت الحصار) وانتهى الحصار بدك إغرم نايت ألحيان و تقول الرواية كذلك أن سيدة من أهل الزاوية إسمها “إيجة كورار” هي من أخرجت الثور والراية البيضاء طلبا للصفح عن القرية متبوعا بزغاريدها إلى أن وصلت إلى مزار الولي الصالح سيدي عثمان وحينها تم ذبح الأضحية ووقع الصفح.
كان لهذا الانهزام أثر كبير على التركيبة العائلية للقرية فقد فر العديد من الأعيان و قتل الكثير ومنهم أيت ألحيان حيث لم يبقى منهم إلا أولاد أيت الطالب من جهة والدتهم كبيرة بوهو وصهر حامد بن علا الحياني الذي هو علي بن موحى العمراني الدخيسي وهو من إشترى كل نصيبه شريطة أن يعتني به ما دام حيا بعد أن فقد بصره من جراء البارود.
هذه الواقعة أهم حدث وقع في التاريخ الحديث و قد كانت سبب تشتيت جل العائلات الأصيلة ومعظمهم أستقر بالقصبة بمراكش والنواحي ( أورد فقط للذكر بعض أسماء عائلات اندثرت من الزاوية ؛ أيت أولعباس، أيت الشنشار، أيت ألحيان، أيت سيدي بلال…).
سوق خميس زاوية سيدي عثمان
زاوية سيدي عثمان كانت رمزا للاستقرار بالمنطقة كلها وخير دليل على ذلك هو إيوائها للسوق الوحيد والأكبر بالمنطقة كلها، ألا وهو سوق خميس زاوية سيدي عثمان، بالمقابل لم تكن زاوية سيدي عثمان مقر حكم فقد عرفت المنطقة ثلاثة مراكز للحكم؛ تاوريرت، تلمسلا وتيفولتوت.. وقد وقفت على عقد شراء أصلي يعود لسنة 1817 ميلادية لجد جدة والدي السيد مَحمد بن محمد أيت حدو (من خزانة والدي عن أبيه السي الحاج موماد رحمه الله) وهو يشتري دارا من القايد عبد الله بن محمد التوررتي من زاوية سيدي عثمان لشخص إنقرض إسمه محمد القبلي وكان العرف آنذاك “تيمورت” إن يبيع الحاكم المِلْك للشاري، ويدل هذا العقد على أن زاوية سيدي عثمان كانت تحت حكم قائد تاوريرت بل الوثيقة تثبت أن بالمنطقة قائدا مخزنيا عكس ما يذهب إليه جل المؤرخين أن بالمنطقة فقط شيوخ و هذا خطأ طبعا.
ذكر صاحب الرياحين الوردية عظمة السوق و هو مار بالمنطقة حوالي 1737 ميلادية “…وبه سوق عظيم يعمر يوم الخميس، يؤتى من بلاد بعيدة و لا يقدر أحد على فض جمعه وإن فض لم يضع لأحد به شيء، وذلك ببركة الإمام أبي العباس سيدي أحمد بن محمد بن ناصر-تغمده الله برحمته- فإنهم طلبوا منه ذلك فدعا له بالعمارة و أعطاهم أحجارا دفنوها فيه، فهي ببركته و دعوته ولا يزال كذلك إلى يوم الدين حسب ماهو مشهور عندهم….” أنتهى.
ويروي المرحوم موحى بن علي والد العمراني علي في تسجيل صوتي أن السوق كان يدوم ثلاثة أيام و كانت القوافل تحط بالقرب من المسجد والسوق كما هو معلوم كان في آخر محطة قبل نقله إلى ورزازات المدينة قرب المدرسة الحالية لزاوية سيدي عثمان ولازال جذع الشجرة “تمايت” شاهدا على المكان. كان لتواجد السوق أثر على نوعية العائلات المستقرة، فمنهم من قدم من دادس يمتهنون حرفة الحدادة “إمزيلن” ومنهم من هو نجار ومنهم اليهود المعروفون بصياغة الفضة و خياطة السروج و قد كان بالزاوية حي لليهود ( أذكر فقط إيت داويد جيران جدي الحاج موحى نطالب) وقد هاجروا كلهم إلى إسرائيل.
آخر عائلة من زاوية سيدي عثمان كانت مكلفة بإستخلاص مكوس السوق لفائدة المخزن هي عائلة أيت لحسن أو بوهو في شخص السي حمَّ أولحسن أبوهو الجد الثاني لزوجتي وجد بناتي أطال الله في عمرهن وأصلحهن.
وقد ذكر المرحوم موحى بن علي والد العمراني علي بالتدقيق وهو شاهد عيان واقعة تجريد حمّ لحسن أوبوهو من السوق من طرف القايد حمادي الكلاوي وكيف استأثر غصبا بنصف ماشيته لخلاف بينهما وكيف أستنجد السي حمّ لحسن أوبوهو وأستحرم بقبر الولي الصالح سيدي عثمان ليتقي شر القايد حمادي الذي أمر بإحضاره لتاوريرت لولا استنجاد ولده المذكور سي حمو بن حمّ لحسن أوبوهو بالخليفة سي محمد ومحند بتلوات الذي صار بعد ذلك صاحب تفلتوات في ذلك الوقت وهو الذي توسط لهم و نجّى السي حمّ لحسن أوبوهو من موت محقق.
وللتاريخ فقد كلف القايد حمادي الكلاوي لحسن ناعلي أوحماد وهو ليس من الزاوية العثمانية بعد أيت بوهو آعلي بمكوس السوق الذي حوِّل إلى ورزازات المدينة بمكان مستشفى بوكافر حاليا قبل أن يحول الى مكان قصر المؤتمرات ثم إلى المكان الحالي.
ولسخرية القدر، أنشئ سوق ترميكت في أواخر القرن الماضي غير بعيد عن السوق الأصلي للمنطقة ولله في خلقه شؤون.
أقدم العائلات التي لازالت بالزاوية العثمانية
من خلال الرسوم المتوفرة لدي أجد أن عائلتي أيت شعيب و حمّ ناصر لهم حضور بالقرية لما يزيد عن ثلاثة قرون (منذ عهد المولى إسماعيل).
للزاوية أعراف خاصة بها، فقد توارث أيت حمّ ناصر البركة منذ عهد الولي الصالح، فلا يحق لأي كان بالزاوية أن يبدأ الحرث أو جني الثمار قبل أن يبدأ أهل حمّ ناصر بذلك وهذا العرف بقي متداول إلى عهد قريب جدا.
عمدا تفاديت الخوض في تاريخ العائلات الأخرى بالزاوية العثمانية وهم كثيرون – فقد ذكر دوفوكو أن بالزاوية العثمانية أثناء مروره بتكيرت حوالي ثلاثمائة كانون وهذا يشكل على الإطلاق أكبر تجمع سكاني بالمنطقة في ذلك الوقت- رغم توفري على بعض المعلومات عن هذه العائلات واكتفيت فقط بالعائلات التي لي بها قرابة عائلية وبالتالي يحق لي أن أذكرها وأتمنى أن يغني أبناء الزاوية المقال بتأريخ عائلاتهم حتى تعم الفائدة ويتم التأريخ والتوثيق للأجيال القادمة.
سور زاوية سيدي عثمان و أحياؤها
بالصورة المرفقة تحديد شبه دقيق للسور القديم للزاوية وقد كان بالزاوية حيَّان الأول هو “أزليك” و الثاني هو “الحارة” و كان للقرية مدخل واحد يسمى “إمي نوزليك” و هو حاليا بمكان الربوة بين المسجد الحالي وتغرمت ندار نوسداو.
في عهد قريب (بداية القرن الماضي فتح أيت لحسن أبوهو وآعلي بابا آخر كان خاصا بهم و جيرانهم يسمى “إيمي نتاقموت نايت بوهوآعلي”.
ويروي دادا علي نباسي أطال الله في عمره أن القايد حاكم ذلك الوقت أشترط على أيت بوهو وعلي أن يقوموا بحماية المدخل الجديد وحذرهم من مغبة عدم القدرة على الحماية فكان قبولهم للشرط المذكور و الجدير بالذكر أن عائلة أيت بوهواعلي كانت تتوفر على أسلحة (ثلاثية) و أحصنة واختص سي الحسين والسي حمو بالرماية.
تبلغ مساحة الزاوية بأسوارها التاريخية حوالي 21000 متر مربع و طول السور حوالي 600 متر.
كانت سهرات “إحضاريتن والروايس” تقام بأزليك غالبا أو بما يسمى “تاقجيت نالحارة”. عُرف أهل الزاوية بإتقانهم لفن أحواش و منه شغف جدي رحمه الله لحسن السيكليس العمراني لهذا الفن ونذكر كذلك المعلم القدير موحى أو أحمد و موحى بن علي العمراني اللذين كانا ملازميين للباشا سي حسي الكلاوي عاشق أحواش أينما حل وارتحل، رحمهم الله جميعا.
يحكي المرحوم موحى بن علي العمراني في تسجيل صوتي أن قائدا مخزنيا بإسم القايد زروال مبعوث السلطان كان قد حطت محلته بمقربة من إينزبياطن و قد أطلق عياريين مدفعيين في إتجاه الزاوية بالقرب من إمي نوزليك، و عند بحثي عن هذه الشخصية اتضح أن السلطان المولى محمد بن عبد الرحمان كان قد أرسل قائدا مخزنيا بإسم زروال الرحماني لجباية الضرائب حوالي 1864 ميلادية وربما هو زروال المذكور وقرأت أيضا أن زروال هذا حطم بعض أسوار أيت بنحدو و للإشارة فقد تأثرت خزينة الدولة المغربية بعد معاهدة تطوان (1860) كثيرا ما جعل السلطة المركزية تطلب جبايات أكثر لملئ المخزن المركزي وبالتالي يكون التطابق في الزمان والمكان بين الرواية والحكاية.
إغرم الزاوية الناصرية بتابونت – “المخزن الجماعي ذو الحٌرْمة”
عرف سكان المغرب بالجنوب والمناطق الجبلية منذ القدم ظاهرة التخزين الجماعي للحبوب والمحاصيل الزراعية وكل ماله قيمة من سبيل الرسوم والنقود وذلك بهدف الوقاية من شرور غارات المعتدين والسرقات، وكانت تلك المخازن تبنى على شكل بنايات تكتسي صبغة قصور أو مغارات منحوتة في الجبال، ويبقى القاسم المشترك ما بين تلك المخازن هو ضرورة توفير الحماية الطبيعة للمبنى، فمثلا تازاخت (في الجبل المتواجد حاليا شمال مطار ورزازات) نُحِتت فيها البيوت وسط الحجر وفكر المهندسون في طريقةِ تمويهٍ تقي مداخل المخزن من غارات المعتدين بل ونجد في قمة تازاخت قصبة غالبا ما كانت عسكرية لتوفير الحماية للموقع (أنظر الفيديو)
لسوء حظنا اليوم هو أنه لا تحتفظ الذاكرة المحلية الورزازية أو التماستية بزمان وتاريخ تازاخت المغارات/المخازن، فصارت من المنسيات التي تُنْسَج حولها خرافات من قبيل الأقزام، البرطقيز وما شابه ذلك…
بالمقابل من ذلك ومن حسن حظنا أن الذاكرة الشعبية للضفة اليمنى لوادي ورزازات أحتفظت بذكر مخزن جماعي وحيد كان بالزاوية الناصرية بتابونت التي أصبحت فيما بعد دارا للقاضي الجليل والكاتب الأجل سليل الناصريين الشرفاء سي الحاج التهامي الناصري رحمه الله، وشاءت الأقدار أن دُكَّ المبنى في الآونة الأخيرة وبه يفقد الجيل القادم ذكرى تلك المعلمة التي كانت مسرحا لأحداث مهمة شتى مند أن شاع بريق الزاوية الناصرية ومرابطيها في المغرب عامة ودرعة وروافده خاصة.
تقول الرواية الشفوية أن المكان كان “خزينا” جماعيا يحرم إقتحامه لإقترانه بالزاوية الناصرية التي يهابها الجميع ويتبرك بها.
ويتواجد موقعها ب”تابونت نوفلا” شمال مقبرة تابونت حاليا بمحاذاة الحقول وكانت به شجرة “تمايت المباركة” وإليك عزيزي المتتبع إحداثيات الموقع بدقة:
من خلال نبشي للوثائق والرسوم التي ترك جدي رحمه الله سي الحاج موماد بن موحى الدخيسي بإنزبياطن، صادفت عقد شراء يعود لسنة 1876 ميلادية لرجل من زاوية سيدي عثمان – نفعنا الله ببركته – يُكَنَّى محمد بن عبد الله من أيت لحسن، حيث إشترى من رجل تابونتي يسمى عبد الكبير بن حمّ بن علي الحدّاد بيتا في قصر الخزين الجديد الواقع بالزاوية الناصرية.
والأجمل من كل هذا هو حين أمدني أخي الباحث الفوتوغرافي الورزازي سي خالد تيريكت بمجموعة من الصور لمسافر فرنسي زار منطقة ورزازات غالبا بين سنة 1931 و 1934 والمفاجأة هي صورة بمثابة أقدم صورة توثق تلك المعلمة ب”تمايتها” الشهيرة (قبيل قدوم سي التهامي و بناء داره بسنوات قليلة)..
ومن الناحية السوسيولوجية، جميل أن نرى أنه رغم كل العداوات التي كانت بين أيت ضوشن وايت ورزازات في القدم من حيث الغارات والمشاكسات، إلا أن الجميع اجتمع على حُرمة المكان و استأمن الجميع ما له في هذا “الخزين”.
تساؤلي المشروع كان لماذا لم يُحَصَّن المكان؟! والجواب طبعا هو أنه للناصريين حُرْمَة يحترمها الجميع هناك. حاولت أن أؤرخ تاريخا للخرين/الزاوية فخلُصْتُ إلى أنه بما أن صاحب الرياحين الوردية مر بالمكان حوالي 1750 ميلادية ولم يذكر المكان فحتما كان الخزين جديدا وبُني بعد فترة من رحلته، ربما يكون بناء المخزن أوائل القرن التاسع عشر وعبارة “القصر الجديد” في الوثيقة المذكورة قد تؤكد هذا التوجه و الله أعلم.
السؤال التالي هو لماذا تتواجد هذه الزاوية/المخزن بهذا المكان بالضبط وليس بتلماسلا (عاصمة المنطقة) أو تفلتوت (عاصمة تماست)؟!
ولعل جوابي أجده في بحثٍ لازلت أحاول فيه فك لغز ما أسميه حاليا “قصبة سيدي رازق المجهولة بأسرير”.
نص الوثيقة و قد تركت الصيغ كما هي:
الحمد لله وحده
و صلى الله على سيدنا محمد و آله
اشترى بحول الله و قوته السيد احمد بن عبد الله من بني أيت لحسن بزاوية العثمانية بأعلا ورززت من البائع له عبد الكبير بن حمّ بن علي الحداد التبوني جميع البيت الكائنة بقصر الخزين بالزاوية الناصرية بتبونت في قصر الجديد… من قبلة الحنّا الصور القصر و شرقه البيت متاع أيت احسين بقرية إغلس و جوفه الزنقة و غربه البيت محمد بن منصور التجنزلتي و هو البيت التحتاني و فوقه البيت متاع السيد حدّ من بني أيت الحاج عبد الله التبوني بجميع منافعه و كافة المرابد…عامرا او غامرا بيعا صحيحا في ..وبيع…بثمن قدره و نهايته عشرة مثاقيل دراهم سكة الوقت الريال يروج في ذلك الوقت تسعة مثاقيل و الربع بثمانية عشر أوقية تاريخه قبض منه ذلك المال قبضا وافيا معاينة و أبرأه في الثمن بعد التقليب عرفوا كلاهما قدر ذلك و على السنة المرجع بالدرك شهد عليها بما فيه و هم …بتاريخ شهر الله رجب الفرج عام 1292 هجرية عبيد ربه محمد بن عبد الله ازرك التبوني.
كلمة كاتب المقال ومنجزه
استغرق هذا البحث المتواضع قرابة السنة من التدقيق والبحث ونسأل الله خير علم يُنتفع به آمين. وللحديث بقية وأستودعكم الله إلى مقالات قادمة إن شاء الله في نبش أسرار الضفة اليمنى لوادي ورزازات.
الشكر لوالدي الحاج موحى صنهاحي، ولخال والدتي الحاج الحسن بنطالب، ولوالدتي الحاجة فاطمة، وصهري سي المخطار، ودادا علي العمراني إبن عم والدتي، ولخالتي حليمة العمراني، ولا أنسى الدعوة بالرحمة لجدتي الحاحة رحمة المتوفية سنة 2021 وعم والدتي ووالد علي العمراني المرحوم موحى بن علي المتوفى سنة 2008.
الشكر كذلك لسي عبد اللطيف ناصر، ولإبن خالة والدتي الحاج عبد الله ايت شعيب ودادا علي نباسي أخو جدتي بالرضاعة أطال الله عمره، دون أن أنسى خالة والدتي الحاجة إيجة أطال الله عمرهم جميعا..