لدينا معلومات أولية نستطيع منها إقتفاء أثر أصول الصالح سيدي عثمان.. ومن أهم هذه المعلومات :
1- الوثيقة الإشهادية التي يشهد فيها مقدم الزاوية وجماعة من أهلها أن الصالح أوصى أهل القبيلة ب حمّ ناصر…
الحمد لله وحده
شهد لمقدم علي مقدم زوية سيد عثمان مع جماعتهم شهادتهم لله لا ربا غيره ولا معبود سواه أنهم سمعوا أجدودهم وسمع أجدودهم من أجداد أجدادهم أن الصالح سيد عثمان بن امحمد تصدق على حم ناصر البحيرة إلى تحت الجنين المكنية *** بكلام العجمية ان يسبق في الحرث والحصاد وسمعوا أيضا أن الصالح المذكور تصدق ديار الزاوية على الذكور دون الإناث صدقة صحيحة تامة قصد بذلك وجه الله العظيم و*** الجسيم والدار الآخرة ومن سعى في تبديلهم وتغييرهم فالله يحاسبه ويعاقبه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون بتاريخ شهر الله صفر عام مائة وألف …
2- الرواية الشفهية المتواترة بين الأجيال والتي تفيد أن الصالح جاء وافدا إلى تيغار من تمنارت.. وأنه من أحفاد الشيخ التمنارتي ..
وانطلاقا من البحث الذي استنتجت منه التاريخ التقريبي لوفود الصالح للمنطقة .. فإن احتمال أن يكون سيدي عثمان فعلا من تمنارت ومن أحفاد الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم التمنارتي.. احتمال منطقي قد يكون صائبا..
سأحاول سرد معلومات تاريخية عن الشيخ التمنارتي.. وربطها بمعلومات تاريخية أخرى لها صلة بالموضوع.. لنحاول توضيح الصورة أكثر عن أصول الصالح سيدي عثمان..
من هو الولي الصالح سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي؟
مما قيل عن الشيخ التمنارتي: “كان رحمه الله ممن جمع بين علم الشريعة والحقيقة؛ ومن الراسخين في العلم وشدت له الرحال من الآفاق لطلب العلم . وكان القطب الشهير سيدي احمد بن موسى يسمي داره بدار الرسول صلى الله عليه وسلم لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر؛ وكان حريصاً على التعليم وقام ببناء مساكن بجوارالمسجد يأوي اِليها طلبة العلم، وأوصى بَنِيه ألآ يأووا ثلاثة : قاتل النّفْسِ ؛ والعبد الأبِق والهارب من السلطان قائلاً: اِن اِيوائهم من الفساد في الارض….”
وما قد نستطيع استقاءه مما روي عن الشيخ التمنارتي.. أن الشيخ كان يحظى بمكانة روحية جد مهمة.. وانطلاقا من وصيته بعدم إيواء الهارب من السلطان وقوله بأن إيواءه من الفساد في الأرض .. دليل على أن الشيخ التمنارتي كانت له علاقة أو صلة جيدة بالسلطان آنذاك.. وهذا ما يأكده دوره الهام الذي لعبه في تتبيث سلطة السعديين بأكرض نتمنارت ونواحي المنطقة ككل.. بالإضافة إلى جهاده ودعمه المتواصل للسلطة السعدية.. فقد لعب على سبيل المثال دورا هاما في تجنيد جيش من المنطقة لدعم السلطان لتحرير البريجة (مازاغان/الجديدة) من إحتلال البرتغال لها.. الشيء الذي لم يوفق السعديون لتحقيقة ..
لماذا قد يفد الصالح سيدي عثمان إلى ورزازات بالضبط؟
مع بداية حركات التمرد على السلاطين السعديين.. أصبح أحفاد الشيخ التمنارتي عرضة لخطر المتمردين كونهم من أبرز الداعمين سياسيا للسلاطين السعديين.. فبدأ الأحفاد في التفرق والهجرة إلى مناطق أخرى.. وانطلاقا من التاريخ الذي قدرته لوفود الصالح سيدي عثمان.. كان ذلك في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي ابن لالة مسعودة الورزازية.. ولالة مسعودة تكون بنت الشيخ أحمد بن عبد الله الوزكيتي الورزازي الذي كانت له الريادة في دعم نشأة الدولة السعدية بسوس ودرعة.. ولهذا فليس من المستغرب أبدا أن يفد أحفاد الشيخ التمنارتي في هذه الفترة إلى مناطق ورزازات ودرعة التي كانت منطقة قوية داعمة للسلطان المنصور..
كما أعتقد وفي غالب الظن أن لالة مسعودة ستكون من أصل “تيغار” .. “تمغزازت” .. “تغليت” .. “تنماسلا”.. المراكز المرجح أن تكون الأقوى في ورزازات حينها.. كما أرجح كذلك أن تكون للالة مسعودة ربما علاقة عائلية بأصحاب قصر المزوار .. (إغرم نومزوار) المحادي لمقبرة سيدي عبد الله أفكو من الجهة الشرقية.. فعند بحثي عن معنى كلمة المزوار .. وجدت أن العائلات المغربية العريقة والغنية كانت تكلف شخصا يسمى بمزوار العائلة بالتنقل والتجوال في فلك فروع العائلة وجذورها وبمعرفة أمواتها ومواليدها ويسجل كل ذلك في بطائق ووثائق علم الأنساب في المغرب عريق.. بالتالي فهذا القصر المدعو إغرم نومزوار قد يكون قصرا لمزوار عائلة عريقة وغنية بالمنطقة …
خلاصة..
كل المؤشرات والروابط منطقية للربط بين الصالح سيدي عثمان والشيخ التمنارتي .. لكن بالرغم من ذلك لا يوجد ما يؤكد أنه قطعا من أحفاد الشيخ ..