بوݣليب مصطلح كان يطلقه المغاربة على وباء الكوليرا..وقد كانوا يطلقون مثلا على سنة 1834-1835 عام بوݣليب لتفشي الوباء حينها في كافة أقاليم البلاد.. ليحصد معه أرواحا كثيرة من المغاربة.. وقد ضربت البلاد موجات عديدة من تفشي الأوبئة والمجاعات في تاريخ المغرب..
الكرنتينة:
هو نظام حجر صحي كان يعتمده المغرب ويفرضه على السفن الوافدة إليه، سواء الموبوءة منها، أو المشكوك في حالتها الصحية.. حتى يتأكد خلوها من الوباء.. وتدوم مدته لأربعين 40 يوما من العزل..
لقد عانى أجدادنا من ويلات البؤس بين تفشي الأوبئة والمجاعات والحروب الأهلية التي كانت تفتك بهم وبذويهم على مر التاريخ.. فليعلم كل شخص يعيش اليوم أن من ورائه تاريخ حافل من المعاناة لأجداده الذين تمكنوا من النجاة بأعجوبة من مختلف الظروف القاسية التي كانت تفتك بعائلات وتجتثها بأكملها أو جلها لتنقطع سلالتها بسبب تلك الأوبئة الفتاكة.. أو بسبب الموت جوعا بتوالي سنوات من الجفاف والقحط .. أو بسبب حروب أهلية يقتل فيها أجدادنا بعضهم البعض..
نعم لقد نجى أجدادنا وأسلافنا من كل ذلك البؤس بل نجوا من ظروف أشد وأقسى من ذلك بكثير لو عدنا بتاريخ جنسنا البشري أكثر إلى الوراء..
فنجد أنفسنا اليوم نحن الأحفاد أحياء نعيش بدورنا حياة نقاتل للنجاة فيها لنحافظ على سلالتنا من الإنقطاع فنخلف أبناء يعيشون بدورهم ويقاتلون للنجاة بحيواتهم أيضا.. ليخلفوا بدورهم أبناءهم الذين هم أحفادنا.. وهكذا…
وعلاقة بالموضوع.. هذه وثيقة مأساوية تحمل بين طياتها إشارة إلى تاريخ مؤلم حيث أجبر بعض أجدادنا لبيع أجزاء من ممتلكاتهم.. أو كلها في بعض الأحيان ليتمكنوا من النجاة من الموت جوعا.. وتعود ملكية هذه الوثيقة لأحد أعمام جد والدي المدعوا لحسين بن لحسين من بني ايت شعيب .. والمؤرخة في اليوم الخامس من جمادى الثاني عام 1262 (الموافق ل 30 أبريل 1846م).. وهي عبارة عن عقد شراء من رحّو بن سعيد من بني ايت عدّ.. بموافقة عمه وبشهادة عدة أفراد من زاوية سيدي عثمان من بينهم محمد بن براهيم نيت حدّ والفقير علي أُحمِيد والفقير عبد الله بن علي الحيان.. على أن البيع أبرم لداعي الحاجة لكون اخوة البائع جائعين وعريانين على حد ما ذكر في الوثيقة.. ويلتزم البائع بكسوة اخوته وإعالتهم بكامل ثمن البيع الذي قبضه مقابل ما باعه.