طريق “الحرير” والحجيج
أخطأت المقررات الدراسية للتعليم النظامي التي تعنى بتاريخ المغرب إذ لم تعر اهتمامها بمنطقة كانت ولازالت صلة وصل بين جنوب المغرب وشماله رغم أن العديد من المصادر ذكرتها صراحة باسمها.. هذا الإسم الذي أبى إلا أن يكابر الزمن وينسف كل ادعاءٍ يوحي بأنه إسم جديد لمنطقة لا نكاد نعرف عنها إلاّ ما يتناقله الخلف عن السلف شفهيا..
كثيرا ما كنا نمر سريعا عند ذكر القوافل التجارية الآتية من الصحراء دون أن نتوقف لحظة محاولين إعادة رسم طرقها ومساراتها. وادي ورزازات كان مسلكا رئيسيا وحيويا لهذه القوافل و لكن أهميته لم تقف عند هذا الحد بل كان أيضا مسارا آمنا لحجاج بيت الله الحرام ولا أدل على ذلك من الرحلة التي قام بها الركب الحجازي الذي انطلق من مراكش في إتجاه أغمات ثم سالكا ثنية الجلاوي وصولا بلاد ورزازات ضيفا إزاء قصبة القايد أحمد الذي أقام بها يومين ثم جبل تيفرنين في اتجاه درعة….
كان من عادة هذه الركبان أن يترأسها القواد والأمناء وأكابر الدولة إلاّ أن هذا الركب الذي خرج من مراكش شهر صفر من عام 1040 هجرية وعاد إليها من نفس الطريق بعد عامين ونصف كان تحت إمرة أحد شيوخ الزوايا في عهد الوليد السعدي. وادي ورزازات لم يبح بعد بكل ما تكتمه ثنايا ضفافه.
أحيلكم لكتاب “أنس الساري والسارب من أقطار المغرب إلى منتهى الآمال و المآرب سيد الأعاجم والأعارب” لصاحبه ابن مليح السراج تحقيق محمد الفاسي.